منتديات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عالم المعرفة الشاملة في الفكر و الفنون و العلوم الموسوعية المختلفة و الثقافة العالمية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مستجدات تعليم الفلسفة في المغـرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 830
نقاط : 2599
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/02/2013

مستجدات تعليم الفلسفة في المغـرب Empty
مُساهمةموضوع: مستجدات تعليم الفلسفة في المغـرب   مستجدات تعليم الفلسفة في المغـرب I_icon_minitimeالسبت فبراير 16, 2013 7:35 pm

يقتضي إصلاح المنظومة التربوية بالمغرب، حاليا، ضرورة الاهتمام الجدي والمسؤول بوضع الفلسفة… فما الذي يستدعي هذه الضرورة ؟.
نجد جوابا عن هذا السؤال في الأفق الذي يحدده الميثاق الوطني للتربية والتكوين، من حيث هو الأفق المنشود بلوغه وتحقيقه.
ما هو هذا الأفق؟ وما علاقته بضرورة الاهتمام بوضع الفلسفة ؟
يتحدد الأفق الذي يطمح إليه الإصلاح التعليمي الراهن في تكوين مواطن ذي شخصية إيجابية، يساهم في تنمية مجتمع، ويكون فاعلا حقيقيا في تفاعله البناء مع محيطه المحلي والجهوي والوطني، منفتحا على مكتسبات المجتمع الإنساني عامة. ومن أهم ما يميز مواصفات شخصية المتعلم، كما تضمنها الميثاق الوطني للتربية والتكوين في مواضع متعددة، نذكر ما يلي:
- أن تتسم شخصية المتعلم أو الطالب بحب العلم، وطلب المعرفة.
- أن يعتمد الفرد، المتعلم أو الطالب، على التعلم الذاتي.
- أن يتحقق لدى المتعلم- الطالب تجاوز التلقي السلبي.
- أن يتعود على الإبداع والمبادرة الإيجابية.
- أن يتشبع المتعلم- الطالب بروح الحوار، ويكتسب القدرة عليه.
- أن يمتلك ثقافة حقوق الإنسان، ويكون واعيا بحقوقه وواجباته.
- أن يكتسب ثقافة التسامح والاختلاف، وعيا وسلوكا.
- أن يتبنى الفرد- المتعلم والطالب-الممارسة الديمقراطية (1).
إذا كانت تلك هي المواصفات التي تشكل أفق الإصلاح التربوي التعليمي، فما هي علاقة الفلسفة بهذا الأفق ؟.
ترتبط الفلسفة بهذا الأفق المنشود، أي تكوين شخصية بالمواصفات المذكورة، ارتباطا عضويا؛ إذ يشكل حضور الدرس الفلسفي الجذر والأساس الذي يتكون بفعله امتلاك المتعلم للكفايات المعرفية والمنهجية والقيمية المستهدفة. أي أن المواصفات المنشودة تجد في درس الفلسفة الأرضية الخصبة لتكونها، ونموها ونضجها ورسوخها. ففي طبيعة الدرس الفلسفي، وفي خصائصه ومنطقه ما يبرز ذلك ويدل عليه. ونستحضر بإيجاز ما يلي:
أ‌- إن درس الفلسفة هو درس تفكيري، يكسب المتعلم ( المواطن) قدرات عقلية، تكون لديه استعدادا لممارسة أفعال السؤال والشك والحجاج والنقد…، وهي أفعال تؤسس فكر التحليل والتركيب والتقويم والإبداع…
ب-إن درس الفلسفة هو درس تحديثي، يساهم في تطوير نوعية الثقافة المدرسية، والجامعية، لدى المتعلم والطالب، ويفتح أمام تكوينهما المعرفي مسلك التنوير والعقلاني ، وهما جزء لا يتجزأ من كل حداثة منشودة…
ج- إن درس الفلسفة هو درس منهجي نقدي، ينير الذات في التعامل مع قضايا الواقع، ومع الآخرين، ومع قضايا العالم المعاصر، الذي تتسارع ثقافته ومعلوماته، وتتجه إلى الهيمنة على العقول والأفكار…
د- إن درس الفلسفة هو درس قيم ومبادئ تؤسس ثقافة حقوق الإنسان، وتنعشها، وتشيعها، وترسخ التربية عليها تفكيرا وسلوكا، مثل تكوين روح المواطنة والديمقراطية والتسامح والاختلاف..
هناك ، إذن، علاقة تكامل وارتباط عضوي بين ما يميز درس الفلسفة، من جهة، وبين ما تستهدفه التربية التعليمية من مواصفات في شخصية المتعلم. وقد يسمح هذا الارتباط بالقول: إن درس الفلسفة هو نقطة ارتكاز كل إصلاح تربوي تعليمي يستهدف الأفق التحديثي التنويري، الذي يميز الخطاب الإصلاحي الراهن، في حقل التربية والتكوين بالمغرب. فلا إبداع ، ولا مبادرة للتعلم الذاتي ، ولا تجاوز للتلقي السلبي، ولا قدرة على امتلاك أسلوب الحوار، ولا اكتساب لثقافة المواطنة والحق والواجب والتسامح والاختلاف والديمقراطية…،بدون درس فلسفي... ! !
وهنا يلزم طرح هذا السؤال:
" هل يستجيب مسار الإصلاح التربوي في المغرب، حاليا، لهذه الضرورة، ضرورة وجود درس الفلسفة ؟ وهل يتسم هذا الوجود بما سيجعل من درس الفلسفة تلك الأرضية الخصبة المؤسسة لتكوين شخصية المتعلم- الطالب، كما يحددها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، باعتباره مرجعية المشروع الإصلاحي التعليمي؟؟"
يمكننا أن نجيب عن هذا السؤال بالإيجاب، ونستدل على ذلك بأمرين اثنين نعتبرهما إجراءين أساسيين، وهما:
§ فتح شعبة الفلسفة في الجامعة المغربية.
§ توسيع تدريس الفلسفة، وتجديد برامجه في الثانوي.
1-استئناف الدرس الفلسفي الجامعي:
حينما افتتح السيد وزير التعليم العالي، في أواخر سنة 1998 بمراكش، ندوة حول الفيلسوف " ابن رشد" ، كان قد دعا إلى " رفع الحجر عن الفلسفة بالمغرب "، وأكد آنذاك قرب عودة شعبة الفلسفة إلى الجامعات المغربية، انطلاقا من أن الفكر الفلسفي يساهم في بناء الفكر والمجتمع والإنسان، واعتبر أن ذلك يقتضي إعادة الاعتبار لدرس الفلسفة، في ضوء عقلانية منفتحة قابلة للتجديد والحوار.
لقد كان هذا الإعلان عن افتتاح شعبة الفلسفة، في الكليات التي لا توجد هذه الشعبة ضمن هيكلتها، بداية نهاية الصمت والتهميش اللذين قوبل بهما دائما صوت المشتغلين بالفلسفة في المغرب، وهم يطالبون برفع الحصار عن خطاب العقل والحكمة، وبرفع الحجر عن الفكر النقدي العقلاني، وعن التساؤل والحوار…، وبإعادة النظر في الوضع المأزوم وغير الطبيعي للفكر الفلسفي في التعليم الجامعي.
وهكذا، اعتبر إعلان افتتاح شعب الفلسفة من جديد افتتاح عهد جديد، وتعبيرا عن إرادة حداثية وتنويرية… وشرع في تجسيد هذه الدعوة إلى إحياء الدرس الفلسفي الجامعي، واستئنافه، بإحداث قسم للفلسفة في كلية الآداب بمراكش… وينتظر في الأفق، بل إن الأمر أصبح ضروريا وملحا، أن يتم استئناف الفلسفة لدروسها في جميع كليات الآداب بالمغرب؛ إذ يلزم أن يساهم بجدية ومسؤولية المسؤولون عن ذلك، إداريا وتنظيميا وتربويا وعلميا، في استعجال هذا الاستئناف الفلسفي، الذي يمكن اعتباره أهم مظهر لإصلاح وضع الفلسفة في تعليمنا الجامعي.
2- امتداد درس الفلسفة، وتجديد برامجها في الثانوي:
لقد شرع في أجرأة الإصلاح التعليمي الراهن، على مستوى تنظيم المواد الدراسية وبرامجها، بدءا من السنة الدراسية (2003-2002)، وبذلك شمل هذا العمل حتى الآن مجموعة من المستويات التعليمية، في المدرسة الابتدائية(السنوات الأولى والثانية والرابعة)، وفي المؤسسات الثانوية الإعدادية( السنة الأولى).
وهكذا، فإن استمرار البرنامج الإصلاحي التربوي، وحينما سيبلغ مرحلة التعليم الثانوي التأهيلي، ينتظر أن يشمل مادة الفلسفة كغيرها من المواد الدراسية. ونقصد في هذه الورقة التعريف بما سيهم الفلسفة في مسار إصلاح التربية والتكوين. ويتجلى ذلك في " امتداد درس الفلسفة"، من جهة، كما في " تجديد برامجه" ، من جهة ثانية:
أ-امتـداد درس الفلسفــة:
ويقصد به اتساع مجال تعليم الفلسفة وتعلمها، إذ ترد مادة الفلسفة في وثائق وزارة التربية الوطنية، الخاصة بالبرامج والمناهج الجديدة، في برامج مستويات دراسية وشعب لا تدرس بها الآن. وفي ما يلي تشخيص لذلك:
-يدرج إصلاح المناهج والبرامج، في إطار تجديد المنظومة التربوية حاليا، مادة الفلسفة ضمن مواد المستوى الدراسي الأول في المرحلة الثانوية، والذي يعرف الآن باسم الجدع المشترك… وهذا أمر جديد، يكسب درس الفلسفة شهادة الميلاد في تعليمنا الثانوي مبكرا.
-يضاف إلى ذلك امتداد آخر سيسمح باتساع مجال التعليم الفلسفي بالثانوي، ويتعلق الأمر بإقرار الدرس الفلسفي بالثانوي، ويتعلق الأمر بإقرار الدرس الفلسفي ضمن مواد شعب متعددة، بدل انحساره الحالي في شعب معدودة. وهكذا سيهم التعلم الفلسفي فئات أوسع من المتعلمين- المواطنين، وذلك بتدريس الفلسفة في الشعب الآتية:
q التعليم الأصيل ( اللغة العربية- العلوم الشرعية-شعبة التوثيق والمكتبة).
q الآداب واللغات.
q العلوم الإنسانية.
q العلوم الاقتصادية.
q العلوم والرياضيات.
q العلوم التجريبية.
q العلوم وتقنيات البيئة.
q علوم الأنشطة الحركية.
q الفنون (التربية الموسيقية-الفنون البصرية والوسائطية-الفنون التشكيلية).
q قطب التكنولوجيات ( الهندسة الكهربائية-الهندسة الميكانيكية-الهندسة الكيميائية-التدبير المحاسباتي).
ب-تجديد برامج الفلسفة:
يتجلى التجديد الذي يتضمنه إصلاح برامج مادة الفلسفة، كما هو الأمر بالنسبة للمواد الدراسية الأخرى، في التعليم الثانوي التأهيلي، في اعتماد نظام " المجزوءات". ويشكل هذا النظام رؤية جديدة تتميز بالشمولية والتركيب، في تكوين برنامج مادة ما ، بعيدا عن طابع التجزيء والتفكك الذي تتسم به البرامج القائمة على الدروس، بالمعنى العادي والمعهود للدرس.
و إذا كانت البرامــج الجديدة، في المرحلة الثانويــة التأهيليـة (3)، ،ستتكون من " مجزوءات"، فإن برامج الفلسفة ستجد في هذه الرؤية الجديدة استجابة لمنطقها التركيبي، ولخصائص " الشمولية" و " الكلية" التي تميزها…
وهكذا تتضمن برامج الفلسفة، التي يرتقب الشروع في العمل بها، بدءا من الدخول المدرسي (2004-2005)بمستوى الجدع المشترك، المجزوءات الآتية (4):




- ما الفلسفة ؟
- الذات.
- الحجاج.
- العقل.
- الحق.
- الواقع.
- المعرفة العلمية.
- السيكولوجا.
السوسيولوجيا
الإبداع.
السلطة والعنف
التواصل.
الحداثة.
الفرد والمجتمع.
الشغل.
المعنى واللامعنى.
- العين والفكر.
- الخيال.
- فلسفة الجمال.
- الجسد.
- التقنية ومصير الإنسان.
- تاريخ العلوم الإسلامية.
- المدارس الفقهية والمذهبية .
- تاريخ الفكر والفلسفة الإسلامية.
- الحركات الإصلاحية المعاصرة
- تاريخ الفكر التربوي الإسلامي.

إننا إذ نعرف في هذه الورقة بمستجدات الدرس الفلسفي، في حقل المنظومة التربوية التعليمية بالمغرب راهنا، فإننا نستهدف هذا التعريف في حد ذاته ، بل تعميم الاطلاع على هذه المعطيات التي لم تجد بعد طريقها إلى المؤسسات التعليمية، ولا إلى الفاعلين التربويين جميعا.
و إضافة إلى هذا التعريف والتعميم نقصد إثارة التفكير في هذه المعطيات الجديدة، من أجل استثمارها إيجابيا في التدريس الفلسفي، وتوجيهها توجيها عقلانيا تنويريا يجعل درس الفلسفة يكتسب رسوخه في عقل المتعلم، ويتجذر في وجدانه… ففي ذلك تكمن المهمة الفاعلة التي يمكن لكل من يشتغل بالدرس الفلسفي ، تدريسا وتأطيرا وتأليفا، أن يمارسها، ويساهم بها في الرفع من التكوين المعرفي والمنهجي والقيمي للمتعلم-المواطن، وفي تنمية التثقيف المدرسي التنويري والعقلاني والنقدي…


(1) – أنظر : الميثاق الوطني للتربية والتكوين .
(3) – في هيكلة النظام التعليمي المغربي الحالي تبدأ مرحلة الثانوي من السنة الأولى إعدادي إلى السنة الثانية بكالوريا . و تسمى الثلاث سنوات الأولى بالثانوي الإعدادي ، والثلاث سنوات الثانية بالثانوي التأهيلي.
(4) – نعرض هنا هذه العناوين بدون تمييز بينها حسب الشعب الدراسية، إذ منها ما هو مشترك بين الشعب وهو كثير ، ومنها ما يخص شعبا دون أخرى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3alamalma3rifa.yoo7.com
 
مستجدات تعليم الفلسفة في المغـرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مستجدات نظام التربية والتكوين
»  الفلسفة المعاصرة في أوروبا
» مقررات الفلسفة في العالم
» الفلسفة العقلانية عند ابن رشد/دراسة في فلسفة ابن رشد
» الفلسفة و اليومي (نور الدين الزاهي)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات :: الفئة الأولى :: المنتديات العامة :: المواضيع الـتربـــوية الـعــــامة-
انتقل الى: