سؤال يعتبر موضة الحديث إبان كل موسم جامعي جديد.فلان يسأل فلان و عمر يسأل زيد عن وسيط عساه يمهد له الطريق لولوج سلك الماستر أو الدكتوراه والظافر من يدفع أكثر أو إلى أي سلالة ينتمي؟
لا أنطق عن الهوى وانما بحكم تجربتي وصولاتي وجولالتي بين مختلف مدارج الجامعة التي درست بها والتي تعتبر كنموذج جد مصغر لما يحدث في كل الجامعات المغربية.
فبمجرد حصولك على شهادة الإجازة يتسلل إلى ذهنك شريط الأماني بصوره الوردية والتي تحيلك على آفاق علمية جد محترمة ،والتي هي في أصلها حق مشروع للجميع دون فوارق أو عراقيل.
لكن سرعان ما يتلاشى ذلك الحلم السرمدي أمام واقع أسود مرير نسجت خيوطه مافيا جعلت من حرمة الجامعة وقدسية العلم يتم جني غلتها سنويا ببيع الكراسي والتلاعب بمعايير الانتقاء وتفصيلها على مقاس أصحاب المصلحة طبعا.
دكاترة أو أساتدة جامعيين كما يتم نعتهم، صفة مبجلة بريئة براءة الذئب من دم يوسف من سلوكيات فساد وتلاعبات قد تم فضحها السنة الفارطة على مستوى مختلف الجامعات وما يزيد الطين بلة هو تغاضي أصحاب الشأن والقرار عن سلك المساطر ونهج متابعات صارمة لأترك لكم الكلمةلربما "الوزيعة كيدوق منها كلشي".
أساتذة ودكاترة أبدعوا في إلقاء محاضرات الحيف والتعسف و الاستئثار بالسلطة التقديرية في حسم ولوج طالب لسلك هو في الأصل من الحقوق الأساسية لكل فرد.
فأين هو يا سيد الداودي المبدأ الدستوري الذي يقر تكافأ الفرص ؟و ما موقع لجان المراقبة من الإعراب؟ و أين ترقد الهيئة الوطنية لمحاربة الرشوة؟
أقول لكم شرح الواضحات من المفضحات
ومن شكك أو كذب سأحيله على بوصلة توجهه على السريع نحو أقرب جامعة من إقامته،شريطة التزامن مع الدخول الجامعي ليتغنى ويستمتع بمقام موسيقي يتكرر أمام الملأ بشحال الماستر؟بشحال الدكتوراه؟
وما يحز على النفس ويجعلنا نستعد لمراسيم تأبين النظام التعليمي هو وأد طموحات مجموعة من الطلبة و قتل ملكة البحث و حبهم للعلم و إيمانهم بقدسيته على حساب تلبية طلبات فئة شغلها الشاغل هو تنصيب لدكتور على مكاتبهم مسايرة للبريستيج متناسيا أنه تخرج "تراكتور" بدل دكتور مع احترامتي لبعض الأقليات.
الرسالة واضحة و الوجهة اصحاب الشأن والقرار فرفقا بمنظومتنا التعليمية التي تعتبر الضامن الوحيد لتكريس مسلسل التنمية بشتى تجلياتها،والساهر الأساسي للنهوض بالقطاعات الحيوية بتقديم منتوج معرفي و بحث علمي ينتشلنا من العتمة التي نغرق فيها بصمت.
أملنا أن يتغير المفهوم ويتم حذف بشحال،وبقاء ها لماستر.....ها الدكتوراه.
السبت فبراير 23, 2013 5:08 pm
